جلسة إستماع لوزير الداخلية بلجنة السكن للمجلس الشعبي الوطني
2023-02-02
عقدت مساء اليوم الخميس 02 فيفري 2023، لجنة السكن و التجهيز والري و التهيئة العمرانية بالمجلس الشعبي الوطني، برئاسة السيد عمار عولمي رئيس اللجنة جلسة عمل، خصصت للاستماع الى السيد إبراهيم مراد وزير الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، بحضور السيدة بسمة عزوار وزيرة العلاقات مع البرلمان.
اشار السيد الوزير ان عرضه يتعلق عن حصيلة القطاع الوزاري في مجال تهيئة الاقليم الذي يلخص مجهودات القطاع لسنة 2022 و السنوات القادمة، تماشيا مع الالتزامات الـمكرسة في برنامج السيد رئيس الجمهورية الذي ترجمه مخطط عمل الحكومة في سياق شرعت فيه بلادنا في اصلاحات مهيكلة عميقة من خلال الدستور الجديد الذي يضمن بموجب أحكامه الحق في السكن وكذا القضاء على الفوارق الجهوية فيما يخص التنمية ويشجع على بناء اقتصاد متنوع
وفي هذا الصدد تطرق الى محورين أساسيين و هما حصيلة القطاع في مجال التنظيم الإقليمي للبلاد، و حصيلة القطاع في مجال تهيئة الإقليم
1- في مجال التنظيم الإقليمي للبلاد:
اكد ان السلطات العمومية و على رأسها رئيس الجمهورية تولي اهتمامًا بليغا بالجماعات المحلية و كل ما يتعلق بتنظيمها و تنميتها و التكفل بالانشغلات المتعلقة بها.
و قد التزم رئيس الجمهورية بمباشرة اصلاح شامل للتنظيم الإقليمي و لتسيير الادارة المحلية من خلال الاصلاحات التي من شأنها ان تحدد بشكلٍ دقيق اختصاصات كل من الدولة و الجماعات المحلية في اطار نهج تكاملي مع تعزيز الدور الاقتصادي للجماعات المحلية في تطوير و تنويع الاقتصاد الوطني.
و لعلى من اهم المكتسبات التي طبعت السنة الاخيرة التنصيب الفعلي للولايات الجنوبية المستحدثة التي تندرج ضمن الأهداف السامية لبرنامج رئيس الجمهورية لنقل كل الصلاحيات لها، بما يمكنها اليوم من القيام بدورها التنموي على اكمل وجه و تثمين مقوماتها و تقريب الادارة من مواطنيها باختزال المسافات و تقليص الفوارق التنموية.
و تطرق بعدها الى جهود الدولة و الإجراءات المتخذة لاستكمال عملية نقل الصلاحيات الكاملة الى هذه الولايات
2- أما بخصوص حصيلة قطاعنا الوزاري في مجال تهيئة الاقليم.
فإن جهود وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في شطرها المتعلق بتهيئة الاقليم، فقد كرست لتعزيز الإجراءات المتخذة في هذا المجال لتجسيد التوجهات الاستراتيجية الكبرى التي ترتكز عليها السياسة الوطنية لتهيئة الإقليم من خلال الانتهاء من تحيين الـمخطط الوطني لتهيئة الاقليم الذي يكتسي أهمية خاصة من حيث التخطيط الاستراتيجي وفق التوجهات الاقتصادية الجديدة للبلاد.
في هذا الشأن، يجدر الذكر أن عملية التحيين إرتكزت على 03 مهام أساسية وهي:
- الإشكاليات الجديدة و رهانات و تحديات الإقليم؛
- توجيهات و سيناريو التهيئة؛
- مشروع التهيئة و التنمية المعاد توجيهها و وسائل تنفيذها.
ان دراسة التحيين من خلال مهمتها الأولى (01) و بعد تشاور واسع مع كل لجان المتابعة و المصادقة على أدوات تهيئة الإقليم الممثلة في القطاعات والمنتخبين والمؤسسات و الهيئات الوطنية والجماعات المحلية والمجتمع المدني والخبراء الوطنيين، سمحت بوضع تشخيص اقليمي وتحديد رهانات جديدة إقليمية التي تفرض نفسها بقوة على الساحة الوطنية والدولية والمتمثلة في :
- الانتقال الديمغرافي و الاسلوب الجديد لاستغلال الاقليم؛
- استدامة الموارد و مقاومة الأقاليم للمخاطر الكبرى و اثار الاحتباس الحراري؛
- التنوع الاقتصادي؛
- الانتقال الطاقوي ورقمنة الإقليم؛
- الامن الغذائي و الصحي؛
- واخيرا الحوكمة الإقليمية (la Gouvernance Territoriale).
وفي اطار المهمة الثانية و الثالثة تم تحديد التوجيهات وسيناريو التهيئة وكذا مشروع التهيئة والتنمية المعاد توجيهها ووسائل تنفيذها
من الضروري التوضيح ان هذا التقرير حافظ على نفس هيكل المخطط الوطني لتهيئة الاقليم المصادق عليه بموجب القانون رقم 10-02 المؤرخ في 29 جوان 2010 مع إدماج خط توجيهي جديد موجه للحوكمة الاقليمية، وعليه يرتكز المخطط الوطني المحيَن على خمسة (05) خطوط توجيهية وعلى أربعة وعشرون (24) مخطط عمل اقليمي.
أولا: فيما يخص الخط التوجيهي الاول المتعلق بالاستدامة عالج الاشكاليات المرتبطة بشكل اساسي باستدامة المورد المائي و المحافظة على التربة و محاربة التصحر و المحافظة على التراث الطبيعي و الثقافي وكذا المخاطر الكبرى و التغيرات المناخية و الانتقال الطاقوي.
ثانيا: فيما يخص اعادة توازن الاقليم، ينفذ هذا الخط التوجيهي خاصة، عن طريق كبح التسحل (freinage de la littoralisation) و خيار الهضاب العليا (Option Hauts-Plateaux) و تنمية الجنوب وايضا تغيير موقع النشاطات و اللامركزية الادارية.
ثالثا: فيما يخص انشاء شروط الجاذبية و تنافسية الاقاليم، يستند هذا الخط التوجيهي على:
- عصرنة و ربط البنى التحتية للنقل، الامداد، تكنولوجيا الاعلام و الاتصال؛
- تحديث و عصرنة المدن الكبرى؛
- انشاء اقطاب الجاذبية والمناطق المدمجة للتطور الصناعي(Zones Intégrées de Développement Industriel ZIDI)؛
- التهيئة الرقمية للاقاليم.
رابعا: فيما يخص الخط التوجيهي المتعلق بالعدالة الاقليمية، تجدر الاشارة الى ان رهان المخطط الوطني لتهيئة الاقليم المحين لا يقتصر فقط على مرافقة الأقاليم الأكثر ديناميكية، بهيكلة ديناميكيتها، بل يسهر كذلك على ادماج الفضاءات التي تعرف تأخرا في مجال التنمية، و هذا لتحقيق الانصاف الإقليمي باستدراك نقائص التنمية ورفع مستوى معيشة سكان المناطق المعزولة وخصوصا مناطق الظل، وفق ما دعا اليه السيد رئيس الجمهورية.
خامسا: فيما يخص الخط التوجيهي المتعلق بالحوكمة الإقليمية ، تستند هذه الاخيرة على :
- تعزيز اللامركزية / اللاتمركز،
- تشجيع و مرافقة الفاعلين المحليين واقامة هيئات مؤسساتية مكلفة بتجسيد سياسة تهيئة الاقليم على المستوى المحلي.
قرارات السلطات المحلية بحيث يــــقــــوم عـــلـى تـــقــــديـــر مؤهلات وعوائق إقليم كل ولاية من أجل توجيه التنمية الاجتماعية والاقتصادية لاستهداف بـرامج عـمل وفق نظرة استشرافية عـلـى المدَيَينِ المـتـوسط والـبـعـيـد.
أحيطكم علما بأنه تم اعداد 45 مخـطط تـهـيـئـة إقـلـيم الـولايـة و تمت المصادقة عليها بقرارات وزارية.
بالنسبة للولايات العشر الجديدة، سيتم تزويدها بالمخططات الخاصة بها خلال سنة 2023.
و لاستكمال تطبيق هذه السياسة على المستوى المحلي القاعدي الأقرب من المواطن، سنشرع في استحداث أداة تخطيط لتهيئة وتنمية إقليم البلدية (PADC) الذي يسمح بتقديم رؤية استشرافية وإعداد برامج تنمية في إطار مقاربة تشاركية.
ان من أهداف الاستراتيجية الوطنية لتهيئة الاقليم، السهر على عدم تهميش المناطق الحساسة المتمثلة في الساحل و المناطق الجبلية والمناطق الحدودية و الواحات وكذا المناطق الواجب ترقيتها بوضع برامج تنموية تهدف الى تثبيت الساكنة وبعث عجلة التنمية.
و من هذا المنطلق، بادرت دائرتنا الوزارية بـإعداد الدراسات المتعلقة بتهيئة و تنمية المناطق الحدودية التسع (09)، التي حددها المخطط الوطني لتهيئة الاقليم و التي تخص 16 ولاية تضم 57 بلدية حدودية، المتمثلة في ثلاثة مناطق في الشمال و منطقتين في الهضاب العليا و أربعة مناطق في الجنوب.
ويجدر التذكير بأن الدراسات المتعلقة بالمناطق الحدودية الجنوبية الأربعة (04) قد استكملت سنة 2021، أما التي تتعلق بالمناطق الحدودية الخمس (05) المتبقية فهي في طور الانجاز.
كما بادرنا بإعداد دراسات تخص عشرون (20) سلسلة جبلية، التي تسمح بتحديد وترتيب المناطق الجبلية، بهدف حمايتها و تأهيلها و تهيئتها و تنميتها المستدامة، حيث تم استكمال عشرة (10) منها تضم 637 بلدية مصنفة جبلية، أما العشرة (10) المتبقية فهي في طور الإعداد.
و لكبح التسحل (freinage de la littoralisation) و تطبيق خيار الهضاب العليا يتم إعداد دراسة "المخطط التوجيهي لتهيئة الساحل (SDAL)" كأداة تقنية ومؤسساتية وقانونية من شأنها تسهيل التحكيم بين السياسات القطاعية وتعزيز التنسيق بين الإجراءات الإقليمية.
ستضمن هذه الأداة إدارة أفضل لهذا الفضاء الهش الذي يضم 64 % من مجمل الساكنة الوطنية.
كما تولي دائرتنا الوزارية أهمية خاصة للأنظمة البيئية للواحات حيث تم إدراج دراسة تتعلق بتهيئة وتثمين هذا الفضاء الذي يشمل ما يقارب 700 واحة عبر 150 بلدية و 24 ولاية، المهددة اليوم بالزوال جراء عوامل طبيعية و بشرية.
تهدف هذه الدراسة الى تعزيز التنمية المستدامة المرتكزة على الزراعة والحرف والسياحة والطاقات المتجددة، بغرض تثبيت الساكنة من خلال تحسين أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية.
و من أجل تحديد و تصنيف المناطق الواجب ترقيتها (zones à promouvoir)، سيتم إعداد دراسة تهدف إلى تعيين هذه المناطق التي تعاني من التأخر في التنمية بغية اتخاذ تدابير خاصة لكل منطقة لاستدراك نقائصها.
تعتمد هذه الدراسة على وضع معايير موضوعية للتمييز بين البلديات ترتكز على مقاييس ديمغرافية واجتماعية و اقتصادية و مالية و ستحدد هذه البلديات بمرسوم تنفيذي.
أحيطكم علما، أنه قصد تثمين المنشأة القاعدية المتمثلة في الطريق السيار شرق ـ غرب و مرافقة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على مروره عبر 18 ولاية و المساهمة في خلق شروط جاذبية وتنافسية الأقاليم، تم اعداد مخطط توجيهي لتهيئة رواق هذا الطريق السيار لإنشاء مقاطعات اقتصادية و سكنية (District Economique et Résidentiel).
يتم تحديد تموقع هذه المقاطعات وفق جملة من المعايير اهمها القرب من محولات الطريق السيار و شبكات الطاقة و المياه و تواجد مراكز جامعية و معاهد التكوين المهني.
وقصد احتواء النزوح نحو المدن الكبرى، أشرفت دائرتنا الوزارية بمعية مجموعة عمل قطاعية في التفكير لإنشاء مدن ضواحي (villes périphériques) لاحتواء النزوح نحو المدن الكبرى، حيث توصلت هاته المجموعة الى وضع منهجية تتلاءم مع الأهداف المرجوة تم تطبيقها كمرحلة أولى على 12 ولاية نموذجية تضم417 بلدية، مما سمح بتحديد البلديات القادرة على القيام بهذا الدور.
خلصت أشغال هاته المجموعة الى اعداد تقرير مفصل تضم الاستنتاجات التي توصلت اليها مجموعة التفكير.
فيما يخص التنمية المحلية، قد تم إعداد دراسة لإنجاز "مشروع الجاذبية الاقتصادية والتنافسية بإقليم ولاية مستغانم" بالتشاور مع المنتخبين المحليين والفاعلين الاقتصاديين والباحثين الجامعيين وكذا المجتمع المدني.
يخص هذا المشروع ثلاث (03) بلديات ، و هي خضرة و أولاد بوغالم و سيدي لخضر ، قصد تطوير الصيد البحري والسياحة والزراعة ، مما يتيح توفير ما يقارب 1800 منصب عمل مباشر وغير مباشر.
كما تم إنهاء الدراسة النموذجية المتعلقة بتحديد الإمكانات الاقتصادية لتوجيه الاستثمار في ولاية سعيدة، التي سمحت، بعد تقييم إقليمي لإمكاناتها الاقتصادية و مواردها الطبيعية و البشرية، بتحديد أنشطة و مجالات استثمار واعدة تتلاءم مع خصوصيات إقليم الولاية.
هذه الدراسة تعتبر ورقة طريق لوالي الولاية لغرض جذب وتوجيه المستثمرين و إعطاء دفع للتنمية وخلق الثروة و مناصب الشغل.
علاوة على كل هذه الدراسات، و تبعا لتحيين المخطط الوطني لتهيئة الإقليم، تقوم دائرتنا الوزارية بمرافقة القطاعات المعنية في تحيين المخططات التوجيهية القطاعية(Schémas Directeurs Sectoriels) ، التي تعتبر أدوات تخطيط تؤكد الخيارات الاستراتيجية للدولة و تحدد الأولويات الوطنية الكبرى للتنمية.
و في الختام اود ان أقول أن هناك عدة تحديات و رهانات وطنية و دولية تنتظر بلادنا، قابلتها عدة قرارات و إجراءات تمس كل القطاعات والأقاليم اتخذت من طرف السيد رئيس الجمهورية، منها المخطط الوطني لتهيئة الإقليم 2030 المحين و كذا جميع الأدوات و الدراسات المتعلقة بتهيئة الإقليم و تنميته، والتي ستتكفل حتما بكل هذه التحديات و الرهانات و الاجراءات من أجل بناء مشروع إقليمي متناسق في إطار تشاوري، يشمل التوازن الإقليمي و الفعالية الاقتصادية و العدالة الاجتماعية
واستدامة الموارد.
وبعد ذلك فتح المجال لتدخلات السيدات و السادة اعضاء اللجنة لتقديم تساؤلاتهم التي اجاب عليها السيد الوزير.
2024-07-11 إقرأ المزيد ...