كلمة الأستاذة بسمة عزوار، وزيرة العلاقات مع البرلمان بمناسبة ندوة اختتام مشروع التوأمة بين وزارة العلاقات مع البرلمان ومجلس الدولة الإيطالي : الجزائر –إيطاليا بعنوان: "تعزيز قدرات وزارة العلاقات مع البرلمان" المركز الدّولي للمؤتمرات، عبد اللّطيف رحال، الجزائر العاصمة
2023-09-11
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا ونبينا محمد الأمين عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـه.
سعيدة جدا بتواجدي معكم اليوم في إطار اختتام مشروع التوأمة المؤسساتية المبرم بين دائرتنا الوزارية ومجلس الدولة الإيطالي، مناسبة تُجسد في بادئ الأمر تلك العلاقات المميزة والوطيدة مع دولة، عظيمة، نمتلك معها قواسم تاريخية وجغرافية مشرفة جدا، دولة تمثل في علاقاتها معنا كل ما تأمله الدّولُ الطموحة والتواقة للتقدم والنمو في ظل مبادئ السلم والاحترام المتبادلين.
وهنا أستحضر بكل فخر وعزّة وامتنان شهادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون عن العلاقات الجزائرية الإيطالية، التي قال فيها:
- "إيطاليا تربطنا معها روابط متينة جدا قبل ثورتنا التحريرية وأثنائها ومن بعدها وإلى يومنا هذا.."
- "في أيامنا الحالكة وفي العشرية السوداء لم نجد سوى إيطاليا.."
- "حتى في ثرواتنا من بترول وغاز كانوا الايطاليين هم سندنا كان أنريكو ماتيي Enrico Mattie مستشار مفاوضينا في افيان وغيرها"
وعندما سألوه ما إذا كان فيه نوع من رد الجميل لإيطاليا؛ رد عليهم السيد الرئيس قائلا:
- "نعم فيه رد للجميل ولكن هناك صداقة عميقة وشفافة أيضا.. هناك صداقة عميقة وشفافة أيضا"
- فلم نرى من الايطاليين إلاّ كل خير ..
- "حتى في سنوات التسعينات لما ضُرب حصار على بلادنا كانت إيطاليا الدولة الوحيدة التي وقفت بجانب الجزائر"
هذه هي معالي رئيس مجلس الدولة الإيطالي السيدات والسادة الحضور شهادة رئيس الجمهورية الجزائرية عن علاقاتنا مع بلدكم، فما عساني أضيف على ما قيل فيكم سوى تحية تقدير وإحترام للقيادة وللشعب الايطاليين.
وفي نفس السياق أيضا، تعتبر العلاقات الجزائرية مع الاتحاد الأوروبي علاقات متميزة، تسعى فيها الجزائر جاهدة للوفاء بالتزاماتها تجاه هذا الشريك الاستراتيجي المهم، مُتطلعةً معه دائما إلى الأفضل في كنفِ قناعةٍ تامةٍ بضرورة احترام استقلالية الدول وسيادتها وتوحيد مِكيْالِ التعامل بين جميع شركائه ولعلّ تمويل الاتحاد الأوروبي لمشروع التوأمة هذا الذي نُشرف على اختتامه معكم اليوم لخير عربون على ما يمكن وما ينتظر من شراكة بيننا وبين الاتحاد الأوروبي في إطار سياسة واضحة شفافة تسعى للمصلحة المتبادلة وتحترم مبدأ رابح – رابح.
السيد لويجي ماريوتي رئيس مجلس الدولة الإيطالي؛
أصحاب السيادة؛
أصحاب السعادة؛
السيدات والسادة الحضور.
يعتبر الحديث عن مشروع التوأمة المؤسساتية موضوع لقاءنا اليوم مناسبة لأقول لكم من خلالها أنها عديدة هي المواضيع التي تعكف دائرتي الوزارية للعلاقات مع البرلمان على معالجتها ودراستها وتحليل أبعادها والنظر في إمكانيات تحسينها وتطويرها من خلال ندوات وملتقيات علمية، وتبادُلٍ للخبرات مع الحرص دوما على اشراك الكفاءات والخبرات والمختصين سواء كانوا وطنيين أو أجانب، وتوخي توسيع النقاش والحوار والتعاون لتحقيق الأهداف المرجوة من ذلك. وكل ذلك يصب في إطار استراتيجية الحكومة ضمن مخطط عملها فيما يخص الحـوكـمة المتجددة من أجل المزيد من الآداء والفعالية، حيث تَجَسّدَ ذلك هذه المرّة ضمن برنامج دعم تنفيذ الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، والذّي كان لنا فيه حَظّ تبادل الخبرات وتحسينها مع هيئة دستورية مرموقة ومَشهودٍ لها؛ ألاّ وهي مجلس الدولة الإيطالي، وليس بالغريب تسمية هذا المشروع بـ "تعزيز قدرات وزارة العلاقات مع البرلمان" كون التجربة المؤسساتية الإيطالية هي تجربة رائدة و موثوقةٌ في هذا المجال، فالمواضيع التي استفاد منها اطاراتنا خلال مدّة 09 أشهر، كانت ثرية للغاية وستكون مِعْوَلَ بِـناءٍ وتحقيقٍ للنوعية الـمرجوّة خصوصا في مجالي الصياغة التشريعية وأنظمة المعلومات.
حيث كان هذين المجالين بالذات موضوع العديد من الأنشطة الثرية على مدار الـ 09 أشهر التي ذكرت سابقا، تنقل خلالها مجموعتين من اطاراتنا إلى العاصمة الإيطالية (روما) بتاريخ 30 أفريل إلى 06 ماي و18 إلى 24 جوان 2023، أين لقوا في استقبالهم كل ظروف حُسْنْ الضيافة وفي تكوينهم كل أسباب التّـلَـقي والاستفادة، ناهيك على العديد من لقاءات العمل التي جمعت إطارات مجلس الدولة الإيطالي بإطاراتنا بمقر دائرتنا الوزارية، والتي سأترك للسيدة رئيسة مشروع التوأمة عناية ذكرها بالتفصيل بمناسبة مداخلتها.
وقد توج هذا الجهد ولله الحمد بإعداد:
أولا: وثيقة مرجعية تتضمن منهجية اعداد النصوص القانونية تحترم المبادئ والقواعد والمعايير التقنية المتعلقة بصياغة النصوص التشريعية والقانونية والمساهمة في تحسين جودتها، وقد اختتمت في هذا السياق بالذات بحر الأسبوع الفارط أيام 04 و05 و06 الورشة التكوينية التي أشرف عليها إطارات وخبراء من إيطاليا من مجلس الدولة الإيطالي ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة الإصلاحات المؤسساتية من جهة ونظرائهم من الجزائر من جهة أخرى، لفائدة إطارات الدوائر الوزارية وهيئات ومؤسسات الدولة المكلفين بصياغة ومتابعة النصوص التشريعية والقانونية.
ثانيا: دراسة حول نظام المعلومات لوزارة العلاقات مع البرلمان وتطويره مما سيسمح برقمنة وعصرنة أساليب عمل وزارتنا وتحقيق نجاعة أكبر في ممارسة المهام المنوطة بها بصفتها المنسق بين الدوائر الوزارية والكافل للعلاقة الوظيفية بين الحكومة وبين البرلمان بغرفتيه.
في الختام، لا يسعنا إلاّ أن نقول بأن اختتام مشروع واعد كهذا يدفعنا.. بل ويجبرنا أيضا للوقوف بكل احترام وتقدير شاكرين لكم مُرافقتكم لنا في هذا التجربة الثرية التي حتما ستكون بداية مشوار واعد في علاقة دائرتنا الوزارية بمشاريع الاتحاد الأوروبي في الجزائر، آملين أن تتاح لنا فُرَصَ تبادلٍ أخرى، في القريب العاجل، مع الاتحاد الأوروبي من جهة ومع جمهورية إيطاليا من جهة أخرى.
2024-07-11 إقرأ المزيد ...